Friday, August 5, 2011

الخذلان



أكرهك .. واكره كل ما قلت وكل ما فعلت .. أكره هذا الرباط الذي يشدني إليك .. أكره هذه الرغبة الملحة فى التحدث إليك .. أكره هذا الفقد المتقد فى داخلي لك .. اكرهك وأكره نفسي فى حبها لك 

...

انت تعلم انك خذلتني .. شوهت تلك الصورة التى تفانيت ارسمها وازينها واضع فيها خلاصة أحلامى طوال الاعوام الماضية .. لن اتمادى هاهنا فى سرد  كل تلك الصفات التى اسبغتها عليك .. إن مجرد التعرض لأمر كهذا يمزقنى من الداخل .. يقتلنى .. يذكرنى بكل يوم قضيته انتظرك .. بكل ليلة قضيتها أبكي .. وأنا احلم بغد افضل معك .. أمنى نفسي بشريك يبدد وحدتى .. يشاركني حياتي .. يقف بجانبى .. يفتح لى افاقا جديدة لم أكن لأعرفها او أتعرض لها لولا وجوده معي وإلى جوارى

ما يؤلمنى الآن بحق ان كل هذه الأحلام باتت الآن محطا للسخرية بداخلى .. أصبحت استهين بها .. وأتفه منها واضحك في سخرية تمتزج بالألم كما تذكرت كم كنت ساذجة غارقة فى وهم كبير.. أصبحت أسخر الآن من كل الاعمال الادبية والفنية التى تتغنى بمثل هذه الأمور .. أصبحت أمقت كل لحظة مررت بها .. امقت كل دقيقة انفقتها وأنا أثق بك وأقدر غيابك وألتمس لك اعذارا

يؤلمنى بحق ضعفي فيك انذاك  .. لا أصدق ان كل هذا فعلته بنفسي  ..  أمقت هذا الكيان المتحرك المسمي أنت .. أمقت قتلك لذلك الشيء الوحيد الذي كان يسرى عني .. هذا الرجل الذي رسمته فى خيالى ليحبنى ويحمينى ويستمع إلي ويقدر كل ما أمر به .. حتى هذا استكثرت وجوده علي .. لم تبق لي شيء .. تركتنى خاوية تماما .. مهدمة تماما .. وحيدة تماما .. أمقت الماضي .. وأخشي المستقبل


 تعرف انك كنت شريكا .. تعرف انك كنت تستطيع ان تتحدث لتنهى كل هذه المأساة .. واعرف انه لاداعي للخوض فى مثل هذه الأمور الآن  .. لأنها اشياء لاتكفي كل كلمات العالم للاعتذار عنها .. وأمور لا تكفي كل مجاملات الكون لإعادتها إلى خط سيرها الطبيعي .. هو أمان بداخلى اتيت عليه .. هو ثقة بداخلى انتزعتها .. هو حبيب انتظرته جعلتنى امقته وامقت لقائه واستخف بكل المشاعر التي أكنها له

يؤلمنى بحق أن أعرف اليوم تجربة جديدة للكره .. كرهك انت .. أكرهك لدرجة أنى أحاول من جديد أن أعيد بناء هذا الشبح الذي دمرته بقسوتك وعنادك ولا مبالاتك .. شريكى الخفي الذي لطالما سمعنى .. نصحنى .. ساندنى .. شاركنى ..  وقف بجانبي .. هنأنى فى كل المناسبات وتحديدا مناسبة عيد ميلادى .. هذا الصديق المخلص الذي واسنى كثيرا فى غيابك .. بل الحبيب المخلص الذي اغدق علي من حبه ومشاعره وخوفه ما لم اكن اتوقع او انتظر يوما .. شريك له وجهك وملامحك .. ولكنه يختلف عنك تمام الاختلاف .. يختلف فى مشاعره .. يختلف فى احساسه بي .. تقبله لى .. ثقته بي .. اهتمامه لامرى .. تفرغه الكامل لى .. هذا الشريك .. او الصديق او الحبيب ينتظرنى كل يوم فى المساء على صخرة تطل على البحر

يؤلمنى بحق أن أذهب لصخرتى ولا أجد صديقي .. أعرف أنه لم يعد يأتى لأنى لست على استعداد لاستقباله .. لانى مازالت في داخلى مشحونة منك .. كارهة لكل ما قلت وما فعلت .. وأيام أخرى أجده ينتظرنى ويتحمل كل ثورتى وغضبي منك .. يعتذر ويحاول بكل الطرق امتصاص كل هذا الكم من الألم الذي يعتصرني .. يحاول جاهدا اصلاح كل ما أفسدته أنت .. يحاول استرضائى وإعادة كل شيء لأصله .. لا أنكر أنى أستجيب أحيانا ... اصفي له نفسي أحيانا .. ولكنى لا أنكر أنى أصبحت أميل للعزلة أكثر وأنا أحاول أن أسترجع هذا الأمان والسلام الداخلي الذي ذهب معك


-- تمت --

3 comments:

Ramy said...

البوست

كالصفعات

يمكن علشان كده مش عارف اعلق

Unknown said...

أسوأ أحساس انك تفضلى تحلمى طول عمرك بالراجل المحترم الى يحبك ويحتويكى ولما تلاقى كل الصفات دى فى بنى ادم تحبيه وتحترميه وتكتشفى بعد كدا انه كان كله كدب وتمثيل والحلم الجميل الى كان فى سابع سما ينزل لسابع أرض ومعاه احساسك بالحياه وتتمنى انك ما كنتي تقابليه ولا تعرفيه فى يوم من الأيام .. خساره ما تتعوضش ابدا بأى تمن لما واحد يدوس على احساسك ومشاعرك ويدمر لك حياتك كلها ويخرج منها ما حاسس بالانتصار لأنه كسرك ودمرك وفرحان ومنتشى من نزول دموعك .. للأسف ماعاد فى رجال الكل أصبحو اشباه رجال

وحدانيه said...

رائع رائع رائع احساسك متميز وصلنى كل كلمه فيه بجد مش لاقيه وصف :)